• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

مسامرة نحوية حول "أم" مع الواحدي والزمخشري وابن هشام وتابعيه

مسامرة نحوية حول أم مع الواحدي والزمخشري وابن هشام وتابعيه
أ‌. محمد فضل العجماوي


تاريخ الإضافة: 6/1/2022 ميلادي - 2/6/1443 هجري

الزيارات: 3060

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مسامرة نحوية حول "أم"

مع الواحدي والزمخشري وابن هشام وتابعيه

في قوله تعالى: ﴿ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ ﴾ [البقرة:133].

 

أجاز الزمخشري أن تكون "أم" متصلة، وأن يكون الكلام الذي عَطَفَتْ عليه محذوفًا، فقال: "هي أم المنقطعة. ومعنى الهمزة فيها الإنكار.. أي: ما كنتم حاضرين يعقوب عليه السلام إذ حضره الموت؛ أي حين احتضر.. ولكن الوجه أن تكون "أم" متصلة على أن يُقدر قبلها محذوف، كأنه قيل: أتدّعون على الأنبياء اليهودية؟ أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت، يعنى أن أوائلكم من بنى إسرائيل كانوا مشاهدين له إذ أراد بنيه على التوحيد وملة الإسلام، وقد علمتم ذلك، فما لكم تدّعون على الأنبياء ما هم منه برآء؟". [الكشاف 1/193].

 

وقد شرح الطيبي في الحاشية (3/104) سبب إقدام الزمخشري على تقدير محذوف معطوف عليه بـ "أم"، وهو أن الزمخشري لما رجَّح أن "أم" هي المتصلة، وجب عليه أن يقدر محذوفًا؛ لأن "أم" المتصلة لا تقع إلا في الاستفهام.

 

وادَّعى ابن هشام في المغني (1/286) انفراد الزمخشري بهذا القول، فقال: "وأجاز الزمخشري (وحده) حذف ما عَطَفَت عليه "أم".

 

ولدينا مشكلة مع كلمة (وحده) هذه؛ حيث إنها ساقطة من بعض نسخ المغني، كما أشار إلى ذلك العلامتان الأمير والدسوقي، وهي موجودة في متن المغني المطبوع مع شرح الدماميني، لكنها -يا للعجب- ساقطة في عبارة الدماميني في الشرح، ويبدو أن وجودها في المتن خطأ من الناسخ، لأن الدماميني لم يعلق عليها.

 

ولم يفطن عبد اللطيف الخطيب إلى احتمالية هذا السقط، على الرغم من تنبيه كل من الأمير والدسوقي عليه.

 

وعلى فرض وجودها فقد قال الدسوقي (1/122): " إن الأولى حذفها ".

 

وخطأ الدكتور عبد اللطيف الخطيب ابن هشام في إيرادها؛ لأن الواحدي سبق الزمخشري إلى هذا المعنى.

 

والعجيب أن ابن هشام بعد ذلك بسطرين عاد وذكر أن الواحدي جوَّز ما جوَّزه الزمخشري.

 

وهنا نتساءل: لماذا قال ابن هشام أولا إن الزمخشري انفرد بهذا الرأي، ولماذا عاد بعد ذلك إلى ذكر موافقة الواحدي له؟

وإذا كان ابن هشام استدرك على نفسه بذكر الواحدي، فلماذا لم يرجع ويصوب عبارته لتكون مثلا: (وذهب الواحدي والزمخشري)؟

 

فإذا افترضنا أن ابن هشام طالع الكشاف أول ما طالع، ثم فتش في كتب التفسير فوقع على نص الواحدي، فإن هذا الفرض لا يعفي ابن هشام من حقيقة أنه كان يجب عليه التراجع وإصلاح عبارته بأن يقول: (أجاز الواحدي والزمخشري)، ويحذف كلمة (وحده).

 

وهذا ما يضطرنا إلى إلقاء بعض الضوء على عبارة الواحدي كاملة، ولكن ذلك يستوجب التعرض لمسألة مهمة، لها صلة شديدة بمسألتنا هذه، وهي الترتيب الزمني لتفاسير الواحدي.

 

ونقول: إن للإمام الواحدي ثلاثة كتب في التفسير: وجيز، ووسيط، وبسيط، ولكن تاريخ تأليفه لها يحتاج بعض التوضيح.

فقد شرع الإمام الواحدي في التفسير البسيط، إلا أن تلامذته استعجلوه في تأليف مختصر، فتوقف وألف الوجيز، ثم أعاد وأكمل البسيط، ثم رأى أن يؤلف تفسيرًا وسطًا ليكون واسطة العقد بين الوجيز والبسيط.

 

ومن هنا يكون الواحدي ألف الوجيز أولا، ثم البسيط، ثم الوسيط، وهاكم الدليل من كلامه:

 

قال في مقدمة الوجيز (ص85): " فإني كنت قد ابتدأت بإبداع كتاب في التفسير، لم أسبق إلى مثله، وطال علي الأمر في ذلك.. ثم استعجلني قبل إتمامه والتقصي عما لزمني من عهدة أحكامه نفر متقاصرو الرغبات.. إلى إيجاز كتاب في التفسير يقرب على من تناوله، ويسهل على من تأمله من أوجز ما عمل في بابه وأعظمه فائدة على متحفظيه وأصحابه..".

 

وقال في مقدمة الوسيط (1/50): " وقديمًا كنت أطالَب بإملاء كتاب في تفسير (وسيط) ينحط عن درجة (البسيط) الذي تجر فيه أذيال الأقوال، ويرتفع عن مرتبة (الوجيز) الذي اقتصر على الإقلال".

 

ومن هنا نعلم خطأ الدكتور محمد بن صالح الفوزان محقق كتب البسيط حينما قال (1/78) إن البسيط أول هذه الكتب.

 

ولنعد الآن إلى بيت القصيد، ونذهب إلى موضع هذه الآية من تفاسير الواحدي.

 

فقد تناول الواحدي تفسير هذه الآية في تفاسيره الثلاث:

وعبارته في الوجيز (ص133):" ﴿ أم كنتم شهداء ﴾ ترك الكلام الأوَّل وعاد إلى مُخاطبة اليهود، المعنى: بل أكنتم شهداء أَيْ: حضوراً ".

 

وقال في الوسيط (1/217): "ومعناه: بل أكنتم، كأنه ترك الكلام الأول واستفهم فقال: أكنتم شهداء؟ أي: حاضرين، أي: أحضرتم وصية يعقوب بنيه حين حضره الموت؟".

 

فأنت ترى الواحدي في هذين النصين يجزم بأن "أم" في الآية بمعنى "بل".

وقال في البسيط (3/345): "ومعناه: بل أكنتم، كأنه ترك الكلام الأول واستفهم، قاله أبو إسحاق. وقال أبو عبيدة: أم ههنا بمعنى: هل، واحتج بقول الأخطل:

 

كذَبَتْكَ عَيْنُكَ أم رأيتَ بواسِطٍ

بمعنى: هل رأيت.

 

ويجوز أن يتقدمه استفهام مضمر، كأنه قيل لليهود: أبلغكم ما تقولون وتنسبون إلى يعقوب، أم كنتم شهداء حضرتم وصيته؟".

 

ويلاحظ على هذا النص ما يلي:

1- أعاد الواحدي ما قرره في كتابيه السابقين من أن "أم" بمعنى "بل".

 

2- زاد هنا قول أبي عبيدة معمر بن المثنى بأن "أم" في الآية بمعنى "هل".

 

3- أجاز أن يكون هناك كلام مضمر متقدم على "أم".

 

4- إذا استحضرنا هنا ما قلناه عن ترتيب كتب الواحدي زمنيا، وهو أن الوسيط كان آخر تأليفاته من الناحية الزمنية، أي أن ما فيه من آراء تتضمن ترجيحاته وقناعاته العلمية، أقول: إذا استحضرنا ذلك، ظهر لنا أن ما قاله الواحدي في البسيط ووافق فيه الزمخشري ليس هو الرأي القوي عنده، وإلا كان اكتفى به في الوسيط والوجيز.

 

5- ويقوي ذلك الفرض أن الواحدي أورد هذا القول على سبيل الاحتمال، وبعبارة مرتعشة حينما قال (ويجوز)، وهذا عكس الزمخشري الذي رجح هذا القول من خلال تعبير قوي حيث قال: (ولكن الوجه أن تكون أم متصلة). ومن هنا نعلم عدم دقة ابن هشام في تعبيره حينما قال (وأجاز الزمخشري)، حيث كان يجب عليه أن يقول (ورجح الزمخشري)، أو (واختار الزمخشري) مثلا.

 

وفي المقابل يظهر لنا عمق فهم ابن هشام ودقة عبارته حينما قال (وجوز ذلك الواحدي)، ولم يقل (واتفق الواحدي)، لأن الواحدي-رحمه الله- قال هذا الرأي على طريق الجواز لا الترجيح كما صنع الزمحشري.

 

كما يظهر لنا عدم دقة عبارة السيوطي- رحمه الله - حينما قال في الهمع (5/241-242): (قال الزمخشري.. ووافقه الواحدي)، ففي العبارة خطآن، أولهما أن الواحدي لم يتفق مع الزمخشري في جميع أجزاء الرأي، والآخر: أن الواحدي متقدم زمنيا على الزمخشري، فكان ينبغي للسيوطي أن يعكس العبارة. وقد نبه على بعض ذلك الدكتور عبد اللطيف الخطيب في 1/286 الحاشية رقم (1).

 

6- كما يظهر لنا اختلاف آخر بين الواحدي والزمخشري، وهو تقدير الكلام المحذوف، فهو عند الواحدي: (أبلغكم ما تقولون وتنسبون إلى يعقوب)، وعند الزمخشري (أتدّعون على الأنبياء اليهودية؟).

 

ومن هنا يظهر لنا صحة صنيع ابن هشام-رحمة الله- في عدم دمج رأي الواحدي مع الزمخشري في عبارة واحدة، نظرا للخلافات المعنوية بين العبارتين.

 

وهذا آخر القول، والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة